الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018

بقلم/ النجدي العامري ..... معزوفة على أوتار وجع الغياب

معزوفة على أوتار وجع الغياب ..
.
ماذا أقـــــــــــول و أنت الخصم مولاتي
وأنت أنت التي أذكت ضرامـــــــــــاتي
.
و أنت مــــــن وخطتْ بالشيب ناصيتي
و أنت  من  هصرت بالدّمــــع غيماتي
.
هــــــــــل تسمعين أذا ما جئت محتكما
و تعدلين  يقينا  في  مقاضـــــــــــــاتي ؟
.
لم تبق من غصص العشّــــــاق قاصمة
إلاّ  ابتليت بها .. ضعفا معــــــــــاناتي
.
سبعون شهرا ضرام الشّـــــوق يلفحني
و ما التفتّ .. و ما أَجْــــــــدَتْ نداءاتي
.
هل كــــان عشقك جرما كي أجازى به
صدّا و أُحْـــــــــــرَم دون الخلق  لذّاتي ؟
.
ما حرّم اللــــــــــه عشقا  فــي  رسالته
و لم يـــرده  بصدّ  طـــــــــــــــيّ آيات
.
لــولا الصبابة ما أبدت مباهجـــــــــــها
جذلى السهـــــــول و مــا جادت بغلاّت
.
و ما تأنّق زهـــــــــــــــر فــي مواسمه
و لا تنهّد وتــــــــــــــــر فـي الربابات
.
و ما ربت بعد طــــــول الجدب قاحلة
تهزّ عشبا على إيقـــــــــــــــاع زخّات
.
فـــــــــلا تزيدي عذاب الصّبّ  مدبرة
إنّي ثملت و مـــــــــلء الحزن كأساتي
.
تبكي الصخور ويبكي الطلح من وجعي
و يندب النجم مبهــــــــــــــورا بأبياتي
.
و يهطل الغيــــــم بعد الجدب من لهفي
ما الغيث إلاّ بقايا دمــــــــــــع مأساتي
.
سلي المفـــاوز كم أصغت لذي وصب
وحدي أبثّ جوى ليلي مفـــــــــــازاتي
.
كل الألى عشقوا راقت مرابعـــــــــهم
و لم تزل يبسا عطشى شجيــــــــراتي
.
يضوع فــــي ردهات الوصل زهرهمُ
و ما تضـــــــوع و قد  جفّت  بتلاّتي
.
ما بـــــــــال قلبك لا يصغي لمغترب
و لا يحنّ .. و لا تشجيه أنّـــــــــاتي ؟
.
لو تسمعين وجيب الصّب فــــي ظلم ..
هذا النوى قَــــــــــــرِم  يقتات آهاتي
.
أنا الغــــــــــــريق و ما تجديه حيلته
البحر طـــام  و قد ضيّعت  مرساتي
.
لا أهجع الليل كالأغـراب فـي وطني
و لا تخفّف  مـا  ألقى  مناجــــــــاتي
.
كالطفل أبكي ضياع الأهـــل  مرتبكا
تهمي الدمـــوع  و مــا تخبو عذاباتي
.
و مــــا تبالي بأوجـــــــــــاع أنوء بها
و ما تخفّف  خلدى  بعض  روعاتي
.
لكــــم أبــوح لها الأشــــــواق أرمقها
يقـــــرّب العشق مشبوبا مســـــافاتي
.
حينا أراها بصحن الدّار شـــــــــاردة
و الفكر ســـاه حبيس في فضـــاءاتي
.
و ينزف القلب حينا ثــــم أبصـــرني
صريع  وهـم   حبيس فـــي خيالاتي 
.
بقلم الشاعر النجدي العامري
22/09/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق